حلواني.. أول مبعدة عن المسجد الأقصى

by admin
4039 views

حلواني.. الاعتقال والإبعاد لن يؤثر على عشقها للأقصى

هي أول امرأة ييعدها الاحتلال الإسرائيلي، عن المسجد الأقصى وعن البلدة القديمة مدة ستة أشهر، وكان اسمها هو الأول، على قائمة الممنوعين من دخول الأقصى، لكنها اتخذت قرارا بعد القعود، عن نصرة الأقصى، فإذا كان قرار المحتل هو الإبعاد عن أولى القبلتين، فإن قرارها هو الرباط عند إحدى بواباته، لتحظى بشرف إغاظة العدو، من خلال الدفاع عن كرامة الأمة، إنها المرابطة هنادي حلواني.

بطاقة تعريفية:

هنادي حلواني (37 عاما)، من مواليد القدس، تسكن في وادي الجوز في القدس، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية والأسرية من جامعة القدس المفتوحة، وحاصلة على إجازة في القرآن الكريم، من الأوقاف الأردنية، وجمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن.

أولويتها الأقصى..

المرابطة حلواني، متزوجة وأم لأربعة أبناء، ومع حبها واهتمامها بأسرتها، إلا أنها ترى أن أسرتها الأولى هي المسجد الأقصى المبارك، فله الأولوية الأولى في حياتها، وهي وزوجا وأولادها فداء للأقصى.

بدأت رحلة هنادي مبكرة مع المسجد الأقصى، وهي مسيرة ارتباط دائم ووثيق، فهي رابطة القرآن الكريم، ومن ذلك أنها علمت كتاب الله، في دار القرآن بالأقصى، منذ سنة 2008م، وفي عام 2010 علمت القرآن في مشروع مصاطب العلم في الأقصى، وأجازت عشرات الطالبات.

اعتقال وتهديد..

تحدثنا هنادي عن تجربة الاعتقال، فتقول: “اعتقلت أكثر من (16) مرة، ونامت في السجون ثلاث مرات، المرة الأولى كانت يوما وليلة، في سجن المسكوبية، والثانية ستة أيام في سجن الرملة، والثالثة سبعة أيام في السجن نفسه، وفي تلك المرات تعرضت للتحقيق ساعات طويلة، والتقييد بالحديد في يدي وقدمي، إضافة إلى المعاناة في التنقل من سجن لآخر، كما تعرضت للتهديد منذ أول اعتقال لي، بالنفي إلى غزة أو تركيا، وبقطع التامين الصحي والوطني وسحب الهوية المقدسية، وخلال التحقيق والاعتقالات تعرضت للشتم بألفاظ نابية، ومحاولة منعي من ارتداء حجابي، وعندما رفضت عوقبت بوضعي في زنزانة عزل انفرادي، كان ذلك في المرتين التي سجنت فيهما في الرملة. وخلال فترة السجن، وضعت في زنزانة نتنة لا تصلح للحياة الآدمية، وتم اقتحام بيتي وتدمير محتوياته، واحتجاز كثير من الأجهزة والأوراق والوثائق”.

إبعاد مستمر..

تسلمت المرابطة حلواني، كثيرا من قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، حتى إنه يصعب احصاؤها على كثرتها، أما أولها فكان مدته شهرين، والثاني كان أسبوعين، ثم ثلاثة أشهر، ثم صدر بحقها أربع قرارات إبعاد، تراوحت بين شهر وثلاثة أشهر، غير أن أكبر مدة هي ستة أشهر، وقد كان ذلك القرار قبل عامين، وكان هذا القرار أول قرار يسلم لامرأة مقدسية، ثم تلاه فورا قرار بإبعادها عن البلدة القديمة مدة ستة أشهر أيضا.

 وفي عام 2015 أدرج اسمها على رأس القائمة، الممنوعة من دخول الأقصى، من ذلك الوقت وحتى الآن، وقد سمى الاحتلال الإسرائيلي هذه القائمة بالقائمة السوداء، وهي التي أطلقت عليها القائمة الذهبية، لأنها كما تقول تحتوي على ذهب الأقصى وحرائره.

لم تستسلم لهذا القرار، بل وقفت على أبواب الاقصى، ورابطت عند أقرب نقطة تستطيع الوصول إليها، وعملت مطويات باللغة الإنجليزية، ولباس خاص للمبعدات، كان أبرزها وشاح القائمة الذهبية.

اشتياق ورباط..

تقول المرابطة المقدسية : “اخترت بوابة السلسلة، وهي قلعة المبعدات الشامخة للرباط والتواجد عندها، واخترتها بالتحديد؛ لأن المستوطنين والسياح يخرجون منها، بعد اقتحام الأقصى والتجول فيه، ومن خلال الوقوف عند بوابة السلسلة أوصلت رسالة للاحتلال الإسرائيلي، أننا ثابتون في أرضنا وأقصانا، ولن نفرط بحقنا”.

المرابطة المتماسكة هنادي، لم تخف قهرها وهي تنظر للأقصى من بعيد، دون أن تحظى بسجدة في ساحاته الشريفة، تزيح ألم الفراق، فاشتياقها للصلاة وتعليم القرآن فيه، يفوق كل وصف، لكنها ومع ذلك تؤمن بأن الظلم لن يدوم، وتؤمن أيضا بأهمية مقاومة القرارات الإسرائيلية الظالمة بقوة الحق.

Related Articles