المرابطة سحر النتشة اعتقلت لدى الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة، بتهمة الرباط في المسجد الأقصى المبارك، وحث الآخرين على اقتفاء أثرها، وفي الفترة الأخيرة ضاق الاحتلال ذرعا بوجودها الدائم في الساحات الشريفة، وتصديها للجيش والمتطرفين، إلى أن أتته فرصة اعتقالها ومحاكمتها، والتهمة الخطيرة هي “التكبير”، فصيحات “الله أكبر”، منعت عضوة الكنيست عن حزب البيت اليهودي شوماليت معلم، من الوصول للأقصى.
معلمة قرآن..
المقدسية سحر النتشة (48 عاما)، ربة بيت، متزوجة ولديها 6 بنات وولد واحد، تعلمت تلاوة القرآن الكريم في المسجد الأقصى، فحصلت على المركز الثاني في تجويد القرآن الكريم، ثم تعلمت الأحاديث النبوية وسنة رسول الله، ترابط يوميا في المسجد الأقصى، ويتمثل دورها في مساعدة كبار السن لحفظ القرآن، إذ كانت مسؤولة عن حلقة تضم مجموعة نساء، وفي الوقت نفسه تقوم على خدمتهن، فتعد لهن مشروبا ساخنا، أثناء وجودهن في ساحات المسجد الأقصى؛ لتشجيعهن على الرباط في المسجد الأقصى.
اعتقال متكرر..
تم اعتقالها ثلاث مرات، وفي كل مرة يتم الاعتداء عليها بطريقة غير إنسانية، وقد وجهت لها ثلاث تهم، وهي: الأولى: التحريض على الفيس من خلال فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والثانية: الاعتداء على عضوة الكنيست وطردها، وعدم السماح لها بأداء الصلاة التلمودية في الأقصى، والثالثة: الانضمام إلى نظام محظور (المرابطات) .
تقول النتشة إن هدف الاحتلال هو تفريغ المسجد الأقصى من المصلين وفرض السيطرة عليه، من حيث تقسيمه زمانيا ومكانيا. مضيفة “تم توجيه تهم لمعظم الشخصيات الفعالة والنشيطة في المسجد الأقصى. أنا تم اعتقالي وحبسي 11 يوم انفراديا وبعدها حبس منزلي لمدة (8) شهور وكفالة مالية قدرها (5000) شيكل، والآن أنتظر حكما آخر، لقد تم إبعادي لأنني ناشطة في فضح سياسة الاحتلال والجرائم التي يرتكبها بحق المسجد الأقصى وبحق المرابطين فيه”.
لا حياة بدونه..
وتضيف المرابطة سحر النتشة التي وضعت على القائمة السوداء للاحتلال الإسرائيلي (وهي عبارة عن مجموعة من المرابطين والمرابطات الممنوعين من دخول الأقصى) والتي يصفها الفلسطينيون بالقائمة الذهبية، تقول إنها تذهب للصلاة وتمنع من الدخول للأقصى، فتشعر بالقهر والضعف؛ لأنه لا أحد يعلم ما يحدث للمقدسيين من طرد وملاحقة.
وتعتقد النتشة أن دورها تجاه أسرتها، لن يشغلها عن دورها وأمانتها تجاه المسجد الأقصى المبارك، فهو المقدم على الروح والأهل، ولا طعم للحياة، ولا معنى لها، إن مس الأقصى بسوء، فهو مصدر البركة للنفس والبيت والأهل، ولذلك فإنها تشجع أهل بيتها على الصلاة والرباط في الأقصى؛ لأهمية ذلك الرباط، حتى لو كان سلميا، وبدون أي سلاح.
ظلمهم سيزول..
القاضي الإسرائيلي أصدر حكما بحبس المرابطة النتشة فعليا، ويشمل القرار ساعات عمل لليهود بدون مقابل، معقبة على ذلك بالقول: “هذه سياسة ظالمه، ودولة بنيت على الظلم، وهي إلى زوال بإذن الله”.
وعن كيفية مواجهة الإجراءات الإسرائيلية، تقول إنها لن تكف عن الصبر والدعاء، أن يرد الله كيد الاحتلال عن القدس، وأن يحفظ المسجد الأقصى من تدبيرهم.
وتعتبر إن واجب الأمة العربية والإسلامية، يتمثل في إسناد المرابطات نفسيا وإعلاميا، والوقوف مع المقدسيين لمواجهة الاحتلال، وإفشال مخططاته في تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، وفضح جرائم الحكومة والمتطرفين بحق المقدسات والشعب الفلسطيني، مضيفة “المسجد الأقصى آية في كتاب الله تعالى، وهو من عقيدتنا ومقدساتنا وهو ليس للمقدسين فقط، بل لكل مسلم ومسلمة، ولذلك واجب على كل مسلم العمل على نصرته وإنقاذه من قبضة المحتل، بأن تكون لهم وقفة جادة للحفاظ على القدس والمسجد الأقصى” .