خديجة خويص: الأقصى مهوى قلوبنا سنفديه بأرواحنا

by admin
3577 views

خويص: نصرة الأقصى بالرباط فيه والرباط لأجله

خديجة أحمد خويص، واحدة من أبرز المرابطات في المسجد الأقصى المبارك، وهبت حياتها له، فلا تقدم عليه نفسا ولا أهلا ولا ولدا، ترى أن الرباط فيه واجب، ونصرته عقيدة، وبذل الروح من أجله هو عز الدنيا والآخرة. إذا كانت في ساحاته الشريفة، كان وقتها بين تعليم الطلاب ومدافعة العدو الإسرائيلي، فإذا أبعدت عنه بالقوة رابطت على الأبواب، ترهب الجنود والمستوطنين بصيحات “الله أكبر”، التي تنطلق من حناجر المرابطات في وجوه المعتدين، أقوى من الرصاص والقنابل.

رحلة قرآنية مع الأقصى..

خديجة خويص من مواليد 27/8/1977، متزوجة  من الدكتور إبراهيم أبو غالية، ولديها خمسة أبناء، حاصلة على بكالوريوس قرآن ودراسات إسلامية من جامعة القدس، ومن المتوقع أن تحصل قريبا على الماجستير في التفسير من جامعة الخليل، حاصلة على السند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعمل معلمة للتربية الإسلامية في مدرسة النظامية بالقدس، أما في المسجد الأقصى، فهي معلمة للتفسير والقرآن في ساحاته الطاهرة.

بدأت رحلتها مع المسجد الاقصى منذ الصغر، حيث درست في مدارس الأقصى، ودرست في ثانوية الأقصى الشرعية داخل المسجد الاقصى، وفي العام 2014 أصبحت معلمة للقرآن وتفسيره في حلقات العلم في الأقصى.

إبعاد عن الحبيب..

هذا الدور المهم، الذي اضطلعت به تجاه المسجد الأقصى، والمجتمع المقدسي، لم يرق للاحتلال الإسرائيلي، فبدأ مسلسل إبعادها عن الاقصى منذ ذلك العام، وقد أبعدت أكثر من (10) مرات، بما مجموعه أكثر من (500) يوم، خلال عامين، وأدرج اسمها ضمن القائمة الذهبية الممنوعة من الدخول للأقصى في كل الأوقات، بالرغم من وجود قرارات إبعاد رسمية.

تقول خويص: “تم إبعادي عن البلدة القديمة (8) شهور، وأبعدت عن غربي القدس شهرين، وعن الضفة الغربية (6) أشهر، ومنعت من السفر أكثر من (6) مرات، على مدار أكثر من عام وثلاثة أشهر. واعتقلت أكثر من (10) مرات، ونمت في سجون الاحتلال أربع مرات، كنت أبقى كل مرة في السجن ليلة واحدة، إلا في المرة الأخيرة، فقد بقيت أسبوعين”.

وتحدثنا خديجة عن أصعب المواقف التي واجهتها، فتقول: “لعل أصعب التحديات التي واجهتني، هي في ضغط التحقيق، سيما في اعتقالي الأخير، والتفتيش العاري المهين، وكذلك في اعتقال أمي وأبي وبنتي وزوجي، أما ما هو أصعب من هذا، فهو الإبعاد عن الأقصى، فهذا أقسى وأصعب ما يواجهه محب الأقصى”.

ومع كل ذلك، فإن هذه السياسة الإسرائيلية، لم ترهب خويص، ولم تردعها عن مواصلة طريقها، فهي ترى أن المال والروح والولد فداء للمسجد الأقصى.

وتضيف المرابطة خويص أنها تقوم بمسؤولياتها تجاه زوجها وأبناءها وطلابها خير قيام، ولم يؤخرها ذلك عن أداء أمانتها تجاه المسجد الأقصى المبارك، سواء بالتعليم والتوجيه، أو مراغمة العدو المقتحم لساحاته الشريفة، موضحة أن دورها وهي خارج الأقصى، يتمثل في توجيه الناس نحو الأقصى، تربية ومعرفة وعلما وسلوكا وأخلاقا، وحشدا للشباب والفتيات خلف راية القرآن والأقصى.

الأقصى أولوية كل مسلم..

وتوجه المرابطة خويص، رسالتها للأمة الإسلامية، فتقول: “إن المسجد الأقصى ليس مسجد المقدسيين والفلسطينيين وحدهم، بل مسجد الأمة وقبلتها الأولى ومسرى نبيها، وأقدس البقاع بعد مكة والمدينة، مركز الصراع ومهوى الأفئدة، لذا فالواجب على الجميع العمل من أجل نصرته وتحريره. وليست نصرته مقتصرة على الرباط فيه، بل الرباط لأجله، وليس هذا رباطا بالجسد فقط، بل رباط كل واحد منا على ثغره. ثغرة العلم والمعرفة بتاريخ المكان وجغرافيته، ومعرفة أخباره وأحواله، إذ كيف يمكننا تحريره دون أن نعرف تاريخه، وسنن الله فيه، ومعالمه وجغرافيته، وحالته المزرية التي وصل إليها اليوم. نحن بحاجة إلى ثورة أخلاقية شاملة، بأن نتخلق بأخلاق القرآن، ولنكن ربانيين قرآنيين أقصاويين، أن نخلص النية بكل قول وعمل نقدمه للأقصى، أن نغير ما بأنفسنا، حتى يصلح الله حالنا، أن نجعل الأقصى أولوية أولى في بيوتنا ومدارسنا وحاراتنا واجتماعاتنا ومؤسساتنا، وقبل ذلك أولوية في أنفسنا وقلوبنا”.

 وتتابع قائلة: على المسلمين جميعا المساهمة في كل نشاط ومبادرة من أجل الأقصى، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للقدس والأقصى، فذلك يساهم في تعزيز القضية الفلسطينية.

Related Articles