يقع حائط البراق ضمن الجدار الغربي من المسجد الأقصى المبارك وهو جزء منه ويعتبر هذا الحائط ملكية إسلامية. وسمي بهذا الاسم لأنه المكان الذي ربط فيه الرسول عليه الصلاة والسلام دابة البراق في رحلة الإسراء إلى المسجد الأقصى.
يسميه اليهود “حائط المبكى” حيث يزعمون أنه الجزء المتبقي من معبد سليمان، وهي تسمية تهويدية تهدف لتزوير الحقائق وربط اليهود بالمسجد الأقصى كذريعة للاستيلاء عليه، ومن الجدير بالذكر أن اليهود حتى القرن 9هـ/15م كانو يقيمون صلاتهم في جبل الزيتون خارج محيط البلدة القديمة، وهو من الأماكن التي ادعوا قدسيتها حديثا.
وأثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917-1948م) حاول المهاجرون اليهود فرض واقع جديد عند حائط البراق، بوضع الكراسي والطاولات والستائر للسيطرة عليه، حتى أنهم عام 1929م خرجوا في مظاهرة عند حائط البراق ينادون “الحائط لنا”، فاشتعلت ثورة دفاعا عن إسلامية الحائط والمسجد الأقصى، عرفت باسم “ثورة البراق”، وإثر هذه الثورة جاءت لجنة دولية للنظر في قضية حائط البراق ( 1930م)، وخلصت فيه إلى استنتاجات حازت موافقة الحكومة البريطانية وعصبة الأمم معاً، فأصبح بذلك وثيقة دولية هامة تثبت حق الشعب العربي الفلسطيني في حائط البراق. وأهم هذه الاستنتاجات:
“1) تعود ملكية الحائط الغربي (البراق) إلى المسلمين وحدهم، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لأنه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى التي هي من أملاك الوقف. وتعود إليهم أيضاً ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط، لكون الرصيف موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير.
“2) إن أدوات العبادة، و/أو غيرها من الأدوات التي يحق لليهود وضعها بالقرب من الحائط، بالاستناد إلى أحكام هذا التقرير، أو بالاتفاق بين الفريقين، لا يجوز في حال من الأحوال أن تعتبر، أو أن يكون من شأنها إنشاء أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له.
وبعد إكمال الاحتلال الصهيوني سيطرته على كامل مدينة القدس باحتلال الجزء الشرقي منها (1967م)، قام بهدم حي المغاربة الأثري الملاصق للجدار الغربي للأقصى (حائط البراق) ليقوم بإنشاء ساحة أمام الحائط للسيطرة عليه.